أخر الاخبار

ما هو العقل الباطن وقوته وتأثيره في حياة الإنسان

 

ما هو العقل الباطن وقوته وتأثيره في حياة الإنسان 


العقل الباطن أو اللاوعي هو مجموعة من العمليات العقلية التي تحدث تحت مستوى الإدراك الواعي. حيث يشمل العقل الواعي، الأفكار والمشاعر والإدراك والذكريات.



بينما يحتوي اللاوعي على العديد من العمليات المعقدة التي تدخل في نطاق اتخاذ القرارات والأحكام التي تتم معالجتها خارج نطاق الوعي. بالإضافة إلى الحدس المبني على الافتراضات والخبرات المتراكمة والمعرفة. وبحسب سيغموند فرويد، مؤسس التحليل النفسي، قد تؤثر العمليات اللاواعية على سلوك الأفراد على الرغم من أنهم لا يستطيعون تحديدها.

مثال توضيحي لمعنى العقل الباطن


يمكن مقارنة العقل الباطن بجبل جليدي يطفو فوق الماء. حيث أن الجزء الواضح والمرئي من الجبل الجليدي يمثل الإدراك الواعي. وما لا يمكن رؤيته من السطح والمغمور في الماء يمثل العقل اللاواعي. والذي يتضمن كمية هائلة من الجليد، ويشكل الكتلة الأكبر. كما يمكن اعتبار الأشياء والمعلومات التي يدركها الأفراد ليست سوى قمة جبل الجليد. أما بالنسبة لبقية المعلومات التي لا يعرفها الأفراد والتي تؤثر على سلوكهم الحالي، فهي تقع في منطقة اللاوعي أو في العقل الباطن.

 

قوة التفكير والعقل الباطن


إن التفكير له تأثير كبير على حياة الإنسان. قال ممثل فنون الدفاع عن النفس الشهير بروس لي إن ما تعتقده اليوم هو ما ستصبح عليه غدًا، وقد أثبتت التجارب صحة هذا القول. كل شيء أو عمل عظيم يتم إنجازه يحدث أولاً في التفكير، والتفكير يؤثر على جميع الجوانب. يساعد التفكير الشخصي والسلوكي والحياتي والإيجابي الشخص على اكتساب الثقة بالنفس وتحقيق أهدافه والوصول إلى السلام الداخلي والهدوء.

 

القوة الكامنة في التفكير


التفكير يؤثر على الجسد، فعندما يفكر الإنسان بإيجابية تزداد طاقته وحماسته ونشاطه للعمل بجد. وعندما يفكر بشكل سلبي يصبح كسولًا ويصاب بالإحباط. التفكير يؤثر على المشاعر والأحاسيس، فهو رد فعل طبيعي على الأفكار الداخلية ، وإذا أراد الإنسان تغيير حياته فعليه أولاً أن يغير ويعمل على تحسين نوعية أفكاره، وممارسة التفكير الإيجابي في جميع جوانب حياته وبعد فترة من الزمن، لاحظ الاختلاف الشاسع في طبيعة مشاعره تجاه المواقف والظروف الحياتية المختلفة.

 

التفكير يؤثر على السلوك البشري فعندما يتحكم الإنسان في أفكاره، يصبح قادرًا على التحكم في مشاعره، مما يؤدي إلى التحكم في السلوك وضبطه.

هناك ثلاثة أنواع من السلوك: السلوك العدواني، والسلوك المطيع، والسلوك الحازم الواثق من نفسه. حيث يمكن للشخص أن يفكر في شيء حدث في الماضي، ويستعيد المشاعر المرتبطة بهذا الحدث وكأنه حقيقة واقعة الآن. كما يمكنه التفكير في شيء لم يحدث بعد، وقد يحدث بالفعل في المستقبل. .

 

قوة العقل الباطن


العقل الباطن مسؤول عن جميع الحركات والأنشطة اللاإرادية في الجسم، مثل التنفس وعمل القلب والمشاعر. كما أنه مسؤول عن تخزين الذكريات والمعتقدات التي يتبناها الشخص. أما العقل الواعي فهو مسؤول عن العمليات الإرادية مثل الحساب والمنطق، والحركات التي يقوم بها الإنسان عن قصد.

العقل الباطن هو كنز في داخل الإنسان. وهو مسؤول عن صحة أعضاء الجسم ويعمل باستمرار على شفائها. يتحكم في جميع العمليات الحيوية في الجسم، ويمكن استخدامه للحصول على صحة مثالية ويحدث ذلك من خلال التفكير الإيجابي في صحة أعضاء الجسم، وإعطاء التأكيدات اليومية للعقل الباطن للعمل عليها. إنه ينسخ كل ما يفكر فيه العقل الواعي ويطبقه على الواقع.

 

لتحقيق أقصى استفادة من قدرات العقل الباطن، يجب ألا تستخدم عبارات سلبية مثل لا أستطيع تحقيق هذا الهدف أو لا يمكنني شراء هذا الشيء. فهذه العبارات يفهمها العقل الباطن أنك لا تستطيع فعلاً. وقبل النوم من الجيد تنشيط العقل الباطن، عن طريق السؤال المحدد مثل معرفة معلومة معينة أو كيفية الحصول على شيء ما والعقل الباطن أثناء النوم سيؤلف الإجابة على هذا الطلب، ونستنتج من هذا أنه إذا تمكنا من استغلاله سيحقق المعجزات ويسهل الحياة.

 

خصائص العقل الباطن


هناك عدة خصائص للعقل الباطن، وهي كالتالي:


·       الأفكار المنطقية وغير المنطقية موجودة في العقل الباطن.

·       أفكار اللاوعي ليس لها يقين مقارنة بالأفكار الواعية، وهي غير مرتبة ترتيبًا زمنيًا.

·       العقل الباطن هو نظام معقد للغاية يعمل وفقًا للقوانين.

 

دور وتأثير العقل الباطن


يمثل العقل الباطن مستودعًا للغرائز البشرية، وهو مشابه جدًا للضمير. حيث يتضمن تصورات مجتمعية حول السلوك الصحيح. ويعتقد فرويد أنه يمكن الوصول إلى العقل الباطن باستخدام العلاج التحليلي النفسي. ومن الجدير بالذكر أن الأفكار التي يقدمها العقل الباطن قد تؤدي إلى العديد من المشكلات النفسية، منها ما يلي:

·       الشعور بالغضب.

·       مشاعر التحيز.

·       الاضطرابات والضيق النفسي.

·       سلوكيات الوسواس القهري.

·       صعوبة التواصل والتفاعل مع الآخرين.

·       ظهور الذكريات والمشاعر المكبوتة والتي عادة ما تؤدي إلى مشاكل نفسية.

 

 

 

 

 

 





Hani Ameri
كاتب المقال : Hani Ameri
كاتب ومدرب تطوير الذات ، تنمية الشخصية ، بناء المعرفة وتعلم مهارات جديدة. بدأت رحلتي في العمل عام ١٩٩٠ وقد كانت رحلة شاقة جدا تعرضت خلالها للكثير من الصعوبات ، المشاكل ، النكسات وفشلت في مجالات معينة عدة مرات ولكني لم أستسلم وواصلت مسيرتي نحو النجاح والإستقرار الذي تحقق لي بفضل الله سبحانه وتعالى. أتمتع بحياة مستقرة وهادئة تخلو من أي شعور بالقلق وبعيدة عن أية إضطرابات أو أحداث غير متوقعة هنا وهناك. وجدت نفسي أمتلك فسحة من الوقت أستطيع إستغلالها للعطاء حسب ما أتمكن في خدمة الآخرين والمجتمع حيث أكرمني الباري وعز وجل بنعم كثيرة وقد حان الوقت لكي أرد شيء من فضل العزيز الجليل الذي أسداه لي.
تعليقات
تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • عبدالله الطائي
    عبدالله الطائي 27 أبريل, 2022

    "بعض محطات حياتنا كفصول رواية جميلة ،
    "نتعجل قراءتها من فرط إثارتها ، و نستعجل الأيام لتنقضي ..

    "و عندما نقترب من النهاية فهناك من يُبطئ كي يُطيل فترة بقاءه في الرواية ..

    "و هناك من يتعجل ليعرف النهاية ، فيضع بذلك النهاية ..
    "و هناك من يخدع نفسه بترك النهاية مفتوحة ، على أمل أن لا يقابل النهاية ..♡
    "و يبقى في كل الأحوال الشوق جامحاً للعودة من حين لآخر لبعض صفحات الرواية لذلك الشعور الذي شعرناه أول مرة ونحن نعيش الحكاية ♡♡

    شكراً لجهودكم المبذولة

    إرسال ردحذف
    • Seoplus-template
      Seoplus-template 28 أبريل, 2022

      تجربه

      إرسال ردحذف



      وضع القراءة :
      حجم الخط
      +
      16
      -
      تباعد السطور
      +
      2
      -