أخر الاخبار

أفضل الطرق لمواجهة المخاوف والتغلب عليها.



ينتاب بعض الناس الكثير من المخاوف لذا من الضروري التعرف على أفضل الطرق لمواجهة المخاوف والتغلب عليها. المخاوف هي جزء لا يتجزأ من تجربة كل إنسان وعملية التعامل مع هذه المخاوف والتغلب عليها هي جزء من روعة وجمال التجربة الإنسانية لغرض تحقيق نتيجة طيبة في إلإختبار الذي جئنا لهذه الدنيا من أجله.


رجل يواجه الديناصور


سأتحدث هنا بالتحديد عن الطرق الجميلة لمواجهة المخاوف والتغلب عليها و كيفية تدريب النفس على التعامل مع المخاوف بل وسحقها والتي تعلمتها من رجل الأعمال الأمريكي ، المدرب والمؤلف – Tim Ferriss - في كتابه أدوات الجبابرة وهو كتاب ضخم مليء بالمعلومات القيمة والأدوات الجميلة ، سبعمائة صفحة تقريبا من الحجم المتوسط . أنا أنصح بقراءة هذا الكتاب المهم والإحتفاظ به كمرجع لكثير من الأمور الحياتية.

حاز المؤلف تيم فيريس على شهرة كبيرة من خلال كتابه – The Four Hour Work Week - وقد نشر الكتاب الذي نتحدث عنه الآن – أدوات الجبابرة – عام ٢٠١٦.

أشياء طالما خفت منها

سيتركز حديثي هنا عن الفصل الذي يتطرق الى أفضل الطرق لمواجهة المخاوف والتغلب عليها والذي يقع تحت عنوان – أهذا اهو الشيء الذي طالما خفت منه ؟ وفيه يتطرق المؤلف تيم فيريس عن الطريقة التي تعلمها من أعمال الفيلسوف الرواقي الروماني لوكيوس أيانوس سينيكا .

يبدأ تيم فيريس هذا الفصل من كتابه بمقولة جميلة جدا إقتبسها من عالم الطبيعة ، الشاعر والفيلسوف الأمريكي هنري ديفيد ثورو والتي يقول فيها " حياتنا مبعثرة من كثرة التفاصيل . بسط بسط "

 Our life is frittered away by detail. Simplify, simplify 

ويضيف المؤلف ، إن ثراء الشخص الحقيقي يتناسب طرديا مع عدد الأشياء التي يستطيع الإستغناء عنها وهذا هو الإيقاع الذي نريد التركيز عليه اليوم ألا وهو - الزهد – حيث ثرائك وراحة بالك الحقيقية تكمن في مقدار الأشياء التي تستطيع أن تستغني عنها والكف عن العبودية ، بعض من أشكال العبودية الحديثة للتكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي والانترنت بشكل عام وذلك لأن الحياة أصبحت متشعبة جدا ومتطلباتها كثيرة لذا كلما زادت الأشياء الحديثة التي تستعملها تصبح أكثر فقرا – مهما تمتلك من أموال - وتتولد لديك الكثير من المخاوف والهموم.

تحديد وترتيب المخاوف

يغوص المؤلف تيم فيريس في تفاصيل الطريقة الممتازة جدا التي يستخدمها في حياته لمواجهة المخاوف والتي يسميها – Fear Setting – تحديد أو ترتيب المخاوف ، غالبا مايقوم الناس بعملية تحديد أو كتابة الأهداف – Goals Setting ولكن تيم فيريس يقول يجب أن يكون عندنا شيء إسمه تحديد أو كتابة المخاوف وهي أن تكتب ما تشعر به مخاوف حتى تستطيع التعامل معها ويتبع تيم ست خطوات تفصيلية شرحها في مدونته يمكنكم الإطلاع عليها بالضغط على هذا الرابــــــــــــــــــــــــــــط .

وكذلك شرح المؤلف تيم فيريس الخطوات التفصيلية التي يتبعها للسيطرة على المخاوف والتخلص منها أمام جمهور االمدعوين على منصة – TED Talks – العالمية الشهيرة وتستطيعون مشاهدة هذا الحديث من خلال لضغط على هـــــــذا الرابـــــــــــــــــــــــــط علما توجد ترجمة عربية للفيديو تستطيع أن تفعيلها من خلال الضغط على النقاط الثلاث ... على جهة اليمين أسفل الفيديو.

خطوات تدريب النفس على مواجهة المخاوف

السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن تدريب النفس على مواجهة أسوأ السيناريوهات وتبديد المخاوف ؟
نسمع أحيانا أو نقرأ خبرا عن إن بعض من كبريات الشركات في العالم وربما بعض الدول يشكلون هيئات أ و لجان لمناقشة مدى جدية بعض الطروحات والتوقعات بحدوث أزمة مالية أو بيئية وغيرها ، أي إنهم يستعدون لمواجهة أو إدارة الأزمات والتخطيط الاستراتيجي، يتم دعوة مجموعة من الخبراء والمختصين للإجتماع ودراسة أزمة معينة وهؤلاء يضعون على الطاولة أسوء الإحتمالات وما يمكن أن يحدث لهذه الشركة أو الدولة وماهي الحلول الممكنة في حال حدوث الأزمة.

لذلك إن موضوع الإستعداد لمواجهة مخاوف معينة بدأ قبل حصول الأزمة بالفعل وهو لم ينتج عن وجود حالة من التشاؤم لدى الدولة أو الشركة بل حقيقة الأمر يمكن إعتباره حالة من التفاؤل والإصرار على الإحتفاظ على المكتسبات المتحققة فعلا والتعبير عن عدم الرغبة للمضي قدما وعدم التراجع.

عندما يتمتع بلد معين أو مؤسسة كبرى بحالة من الاستقرار والثبات فيكون إتجاه الرأي العام السائد هو التمسك بنمط الحياة المتحقق فعلا عن طريق خلق حالة من الاستعداد لمواجهة المخاوف وعدم تقديم أية تنازلات.

ماذا بعد تحديد المخاوف 

على قدر تعلق الأمر بالأفراد يقترح تيم فرس طريقة بسيطة وهي أن يحدد الفرد ماهي أكثر الأشياء التي يخاف منه وماهي أسوأ المخاوف والكوابيس التي تقض مضاجعه وهل إن بعض منها يتعلق بالعلاقة مع الآخرين وسوء تعاملهم معه أم إن الأمر يتعلق بأمور مادية بحتة كأن تكون التهديد بفقدان وظيفة أو عمل معين وغير ذلك الكثير.

بعد أن تحدد كل تلك المخاوف وتكتبها على ورقة عليك أن تبدأ التفكير كيف تتعامل مع إثنين أو ثلاث من هذه المخاوف فيما لو حصل ما توقعته وكنت خائف منه، تضع نصب عينيك أسوأ الإحتمالات وتبدأ بإجراء إختبارات لنفسك ولنفترض إن أحد مخاوفك كان يتعلق بالنظام الغذائي الذي تتبعه منذ زمن طويل.

إختبارات ضرورية لمواجهة المخاوف والتغلب عليها

يطلب تيم فيريس البدء بتجربة نمط معين من الغذاء لمدة ١٤ يوم وهو يقترح أن تكون وجباتك اليومية الثلاث هي فقط رز وفاصولياء وبعد إنتهاء المدة ستجد إنه لم يحصل لك إي سوء وصحتك جيدة رغم إنك خلال تلك الأربعة عشر يوم جربت نمط حياة بسيطة فيها شيء من الحرمان ، قلة الحيلة والزهد ومع ذلك لم تموت من الجوع ولكنك إنتصرت على أحد المخاوف التي كنت تعاني منها وهو الوقت المناسب لأن تسأل نفسك: أهذا هو الشيء الذي طالما خفت منه ؟ هذا الشيء الذي كان يرعبني عندما إقتربت منه وجربته تبين لي إنه شيء إعتيادي ولا يمكن إعتباره من المخاوف وأنا قادر علي التعامل معه وهزيمته.

أحد الاختبارات التي يذكرها تيم فيريس هو موضوع الملابس التي ترتديها في حياتك اليومية وهو موضوع أساسي وضرورة إجتماعية لذلك يحرص الناس أن يخرجوا من بيوتهم بمظهر لائق والبعض يبالغ كثيرا في موضوع الأزياء كونه يعطي أولوية للمظاهر وما سيقوله الآخرين عنه. ما المانع أن يجرب الشخص إرتداء نفس الملابس لمدة ١٤ يوم أو أقل ، ربما يكون ذلك مزعجا أو معيبا للبعض ولكن من يخوض التجربة سيجد إنه أمر طبيعي ولا يمكن وضعه في خانة المخاوف.

كان تيم فيريس يدرب نفسه على البساطة والزهد خلال السفر فيقوم بالحجز في فنادق رخيصة مع إنه رجل ثري وبإمكانه الحجز في أرقى الفنادق أو المنتجعات وكان يأكل في مطاعم رخيصة ، يشرب الماء أو القهوة الرخيصة بقصد هزيمة المخاوف في داخل نفسه ويستعد لمواجهة الأزمات.

التوكل على الله سبحانه وتعالى للتغلب على المخاوف

بعد أن يتم تحديد المخاوف يجب البدء بالتدرب على تبددها وهزيمتها ، من الضروري جدا أن تتدرب على مواجهة مخاوفك بنفسك كونك تعرف معاناتك الحقيقية ولاتنسى إنك من عباد الله سبحانه وتعالى وهو يقول في كتابه العزيز الاية ٣٨ من سورة البقرة :

{ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ }

لذلك سوف تستطيع سحق مخاوفك إذا حددتها وبدأت التعايش معها.

شهر رمضان المبارك يعلمنا على الزهد


الحقيقة أنا كنت أشعر بالخجل من نفسي كون قد ذكرت بعض الأمثلة من مصادر أجنبية برغم إن في عقيدتنا وديننا الحنيف الكثير من الأمثلة التي نستطيع من خلالها التغلب على مخاوفنا ومن أبرزها شهر رمضان المبارك الذي يعلمنا الزهد ، الصبر وتحمل المصاعب ، نتعلم في هذا الشهر الفضيل بأن نرضى بأقل القليل حتى نكون دائما المسيطرين على أنفسنا ونستطيع السير قدما في مسيرتنا نحو تحقيق الأهداف المنشودة.


نتمنى لكم جميعا حياة مليئة بالفرح والسرور وخالية من المخاوف وأية متاعب.









Hani Ameri
كاتب المقال : Hani Ameri
كاتب ومدرب تطوير الذات ، تنمية الشخصية ، بناء المعرفة وتعلم مهارات جديدة. بدأت رحلتي في العمل عام ١٩٩٠ وقد كانت رحلة شاقة جدا تعرضت خلالها للكثير من الصعوبات ، المشاكل ، النكسات وفشلت في مجالات معينة عدة مرات ولكني لم أستسلم وواصلت مسيرتي نحو النجاح والإستقرار الذي تحقق لي بفضل الله سبحانه وتعالى. أتمتع بحياة مستقرة وهادئة تخلو من أي شعور بالقلق وبعيدة عن أية إضطرابات أو أحداث غير متوقعة هنا وهناك. وجدت نفسي أمتلك فسحة من الوقت أستطيع إستغلالها للعطاء حسب ما أتمكن في خدمة الآخرين والمجتمع حيث أكرمني الباري وعز وجل بنعم كثيرة وقد حان الوقت لكي أرد شيء من فضل العزيز الجليل الذي أسداه لي.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -