أخر الاخبار

التعلم الذاتي ضرورة ملحة لتحقيق النجاح والإستقرار

Unsplash


  هاني عامري


لا أحد يستطيع إنكار وجود الكثير من حالات التشتت والإلتهاء هذه الأيام .

الكثير من الناس مشتتون وهم في العمل، عندما يكونوا مع عوائلهم و أصدقائهم، أثناء السفر وحتى أثناء الاستحمام .

للأسف هذا هو حال عامة الناس من الطبقة الوسطى اللذين لا يدركون أهمية التركيز في حياتهم وعملهم .

هنا يبرز السؤال الملح - لماذا لا توجد أولوية للتعلم، بين معظم الناس ، لماذا لا يستثمرون في تنمية مواهبهم وجعل هذا الأمر من 
الأولويات ؟


يقول الطبيب النفسي والمؤلف الدكتور  Benjamin Hardy
الناس العاديون يسعون للترفيه بينما الناس الاستثنائيون يسعون للتعليم والتعلم.


من المحزن حقا أن يركز معظم الناس على الترفيه واللهو دون الاهتمام ببناء حياة أفضل لهم ولعوائلهم.


في الوقت الحاضر، يركز معظم الناس على مشاهدة التلفزيون، يتصفحون مواقع غير مفيدة على الإنترنت ، يقضون ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي  أو في المقاهي ، الترفيه واللهو العبثي يميزان حياتهم ، وليس هناك هامش للتعلم ، تطوير أو تعلم مهارات جديدة و بناء المعرفة .

هؤلاء الناس ليس لديهم علاقات وثيقة مع الآخرين، يعانون من خيبة الأمل وهم قد إستسلموا لوظائفهم البائسة ويعتقدون إنه قد فات الأوان. 


يقول الدكتور بنجامين هاردي:

 الترفيه والإلتهاء هو عدو الخلق والتعلم، سوف يبقونك في حالة متوسطة. 

الحقيقة الناصعة تقول، لكي تتجنب العيش حياة تتسم بالوسطية، ينبغي أن تركز على التعلم الذاتي وعندها سوف تصبح غني، ناجح، واستثنائي لأنك تكون قد بنيت نفسك بالشكل الصحيح فالنجاح يعتمد على مدى تعلمك.

من النادر أن يتجاوز مستوى نجاحك مستوى تطورك الشخصي ، لأن النجاح شيء تجذبه الشخصية التي تمتلكها أنت.

إن تعلمك هو الذي يحدد قيمتك، مكانتك، علاقاتك ونجاحك.

من الشائع أن ينفق الناس أموالهم على الترفيه وشراء الأجهزة أكثر مما ينفقون على التعلم الذاتي

ولهذا يبقون فقراء ومفلسين بسبب العلاقات السطحية والتركيز على المظاهر دون الاهتمام بالجوهر.

كيف تتعلم ومقدار ما تستثمر في نفسك يحدد بشكل مباشر إمكانات النمو الخاصة بك.


مدى الصراع والمعاناة يحدد مدى النمو 


إن تحقيق حالة الشعور بالأمان والإستقرار لا يمكن تحقيقها مالم يكون هناك تضحية من نوع ما ، كأن تكون التضحية بالوقت ، المال أو وسائل الترفيه واللهو العبثي .

من المؤكد سوف لن تكون هذه التضحية للأبد حيث ستثمر جهودك في تحقيق أهدافك وعند الوصول للهدف ستتغير حياتك وتحصل على الحرية الحقيقية وتشعر بالراحة والطمأنينة.

إذا لم تكن مستعدا للتضحية والبذل في سبيل بناء مستقبلك فلا تعتقد إن أحدا سوف يضحي من أجلك فالكل مشغول في شأنه الخاص وتدبير أموره.


أن أكثر الناس نجاحا في العالم هم دائما المتعلمين مدى الحياة ، ويرتبط التعليم ارتباطا مباشرا بنوعية حياتهم ، وهم يعلمون ذلك.

وأوضح روهن : 

إن التعليم الرسمي يوفر لك العيش ، ولكن التعليم الذاتي يكسبك ثروة.

الشهادة الجامعية ليست الشرط الوحيد ونادرا ما يكون التعليم الجامعي سببا لتحقيق النجاح فتعليمك الذاتي هو الذي يساعدك على التطور إلى أفضل نسخة من نفسك.

غالبية الناس سوف يمرون بالحياة في يأس هادئ لأنهم سمحوا للآخرين أن يفرضوا عليهم نمط حياتهم، مقدار مداخيلهم و سعادتهم .


عليك أن تسلك طريق التعليم الذاتي وتضع الترفيه جانبا إذا كنت لا تريد الندم في نهاية حياتك .



في كتابه – التأثير المركب – يروي المؤلف والمتحدث الأمريكي دارين هاردي ، قصة لقائه بزوجته:

خلال العشرينات من عمره، بدأ في إعداد قائمة لجميع الصفات التي يريدها في زوجته المقبلة. 

 أخذت منه القائمة أربعين صفحة لوصف التطابق المثالي الذي يتخيله ويريده. 

عندما انتهى من كتابة قائمة المواصفات، أدرك شيئاً مهماً وهو إن أي امرأة سوف لا تقبل أن تكون حول رجل مثله ولغرض جذب امرأة من هذا القبيل عليه أن يصبح في حال أفضل مما هو عليه الآن.


 لذا من الضروري أن تصبح نسخة أفضل بكثير مما أنت عليه الآن إذا كنت تريد أن تنجح في حياتك.



يقول بنيامين هاردي:

 إننا نجذب إلى حياتنا نفس ما نحن عليه.

إذا أردت مليون دولار ، هل لديك عقلية مليونير ؟ ما هو نوع المعرفة المالية والانضباط لديك لإمتلاك هذا الكم من المال؟
مالم تكون شخصاً يستطيع أن يصبح مليونيراً ، لن تصبح واحداً منهم على الإطلاق . 

 إن معظم الناس لا يفعلون شيء من أجل تطوير أنفسهم، ومع هذا يشتكون من كونهم فقراء.

الغالبية العظمى من الناس تجتذب باستمرار الفرص المتواضعة في حياتهم، يزجون أنفسهم في العمل لدى الآخرين

 وهذا إنعكاس لمحدودية تفكيرهم وضيق مداركهم، بينما الناس الذين يحققون نجاحا استثنائيا يجتذبون فرصا غير 

إعتيادية ، لأنهم يملكون عقلية النجاح التي حصلوا عليها من تعليمهم الذاتي وجهودهم الإستثنائية .


طالما كنت تمارس أعمال وأنشطة الأوساط المتدنية، سوف تبقى تراوح في مكانك دون أدنى تحسن.

إن لم تكن من النوع الذي يفكر دائما بالنجاح ويسعى اليه، فلن تجد النجاح والإستقرار وإن كنت تراه فيمن حولك.

النمو هو خطوة إلى الأمام وهذه الخطوة تحتاج الى شيء من التضحية بينما الإصرار على إبقاء الحال على ما هو عليه يشكل خطوة إلى الوراء.

يصف الكاتب البريطاني كليف ستابلس لويس  البشر بهذه الطريقة:

 نحن مثل البيض في الوقت الحاضر، لا يمكنك الاستمرار إلى أجل غير مسمى في كونك مجرد بيضة عادية ولائقة يجب أن تفقس أو تفسد. 

 الانتظار للتحسن ليس خيارا، يمكن للشخص أن يتطور إلى نسخة جديدة من نفسه أو يتعفن، لا توجد طريقة أخرى


من الشائع أن يختار الناس الإستسلام للوضع الذي هم عليه والذي يشعرهم بالأمن – دون أي هامش مخاطرة - على أن

ينتفضوا لأنفسهم من الأجل الإنتقال الى حال أفضل.


إذن، ماذا سيكون - السلامة أم الحرية ؟ لا يمكنك الحصول على كليهما.

في هذه المرحلة، لديك خيار - التقدم نحو النمو والتطور، أو التراجع إلى الأمان – للأسف يتراجع معظم الناس برغم إدراكهم لحقيقة إنه لا يوجد شيء إسمه الأمان وهم بذلك يضعون فرصهم لحياة أجمل في مهب الريح.


ليس هناك ما يضمن أن الأموال ستستمر معك فكم مرة سمعت عن مليونير يخسر كل شيء وقد يحدث إن صحتنا تتدهور في أي وقت ، في كل عام يتم تسريح أو طرد ملايين الأشخاص فجأة ، إذن لا يوجد نظام أمني حقيقي لحياة الأفراد مالم يصنعون أمانهم بأنفسهم .

إن اختيار نمط حياة لأنفسنا هو خيار يجب أن نتخذه ونتخلى عن إعتقادنا بوجود - الاستقرار الحقيقي - وقد حان الوقت لكي تستعيد قدرتك على العمل الجاد والمثابر من أجل تحقيق الاستقرار الفعلي.


النجاح الحقيقي، الذي يعطيك الحرية الحقيقية، نادراً ما يشهده معظم الناس.

لدى الناس العاديون تصور ضيق جداً للواقع ولحياتهم ، إنهم يرون الأشياء كما هي، وليس كيف يمكن أن تكون.
حسب رأي المؤلف الأمريكي ريان هوليداي

وفي مجتمع اليوم، لا يحظى التعلم والتعليم الذاتي بالمكانة التي يجب أن يكون عليها، وتطوير الذات لا يحظى بالإهتمام اللازم حيث إن معظم الناس لا يقرأون الكتب أو يحضرون الحلقات الدراسية بل يكون اللهو والترفيه هي خياراتهم المفضلة وبالتأكيد من يعيش حياته بهذه الطريقة لن ينجح أبدا.

يمكنك الانتقال بسرعة إلى مستويات أعلى في مجالك عن طريق إجراء بعض التغييرات في حياتك حيث إن المنافسة قليلة جدا! 

هناك الكثير من الفرص المدهشة في انتظارك، ولكن القليل من الناس يأخذون زمام المبادرة لاكتشاف قدراتهم ومواهبهم

يمكنك أن تبدأ الآن رحلتك لتحقيق النجاح عن طريق البدء برحلة التعلم الذاتي 

ليس من الصعب أن تصبح شخص إستثنائي في عالم تغلب عليه الوسطية والتكاسل من خلال إجراء بعض التغييرات الصغيرة.

الخطوات اللازمة لتحقيق النجاح

  •  إعادة برمجة العقل الباطن وفق الأسس العلمية. 
  •  التركيز على الأشياء الأكثر أهمية في حياتك والتوقف عن اللهو العبثي والتشتت.
  •  الانخراط في أنشطة وسلوكيات عالية الجودة تتعلق بتطوير الذات، تطوير/ تعلم مهارات جديدة وبناء المعرفة.
  •  إحاطة نفسك بأشخاص ناجحين والإبتعاد عن أصدقاء السوء.
  •  الإستخدام الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي.


لقد عبر بنجامين هاردي عن ذلك بالقول:

إن النجاح يحسن شخصيتك، كيف تعيش ، كيف تخدم ، وكيف ترتبط مع الآخرين.

يقول جيمس ألتشر:

كل يوم، عليك التحقق من هذه الصناديق الأربعة: هل تحسنت بنسبة 1% بدنيا، عاطفيا، عقليا وروحيا؟.

حتى القليل من التحسن يمكن أن يحدث فرقا كبيرا لمعظم الناس و إنه من الطبيعي أن يحدث التغيير ببطء مع مرور الوقت.



نعم إن الأمر بهذه البساطة

يجب التخلي عن الحياة الطبيعية إذا كنت تريد أن تقود واحدة استثنائية.


إن التعليم الذاتي والتعلم يتطلب الطاقة والوقت والتركيز الذي يفضل أغلب الناس إنفاقه على الترفيه، اللهو العبثي والأشياء العادية في الحياة

 من أجل تحقيق فرص - عظيمة - يجب التضحية بالفرص – الجيدة – وهو الشيء الذي يستطيع أن يحققه الأشخاص اللذين يتمتعون برؤية واضحة فكلما اتسعت رؤية شخص سوف يدرك أهمية إجراء التغيير.

إدارة وقتك سيكون أكثر أهمية من إنفاق المال على الخردة بعد الآن ومن الحيوي أن تستثمر في نفسك ومستقبلك إذا كنت ترغب في تجنب الوسطية، ويجب أن تحيط نفسك بأشخاص ناجحين.

هناك العديد من الأشياء التي لا يمكنك القيام بها أكثر من ذلك إذا كنت تأكل الأطعمة الرديئة التي تبطء حركتك 

إذن الحالة الإستثنائية تتطلب منك اتخاذ تدابير استثنائية وكل مهارة تكتسبها تضاعف من إحتمالات نجاحك.


في الختام

من المحتمل أنت تقوم بالعشرات من الأشياء التي لا تعمل لصالحك كل يوم لذا عليك الإنتباه الى ذلك.

 بعض الناس يميلون إلى العيش وفق شروط الآخرين، العمل على تحقيق أهداف الآخرين واتباع قواعد الآخرين.

الطريقة الوحيدة لتجنب الوسطية وتحقيق نجاح كبير هي تجنب التشتت والتركيز على التعلم الذاتي. 

من الشائع للناس إعطاء الأولوية للترفيه و يقضوا حياتهم كلها كعبيد للتسلية.


هكذا يحتفظ الناس بالوظائف التي يكرهونها لسنوات ويظلون مفلسين بشكل دائم كونهم لا يريدون تعلم كيفية النجاح 

 ينبغي أن يكون التعلم الذاتي هو الخيار الأول لكل شخص فهو الطريق الوحيد الذي ينقلك من شخص عادي الى إستثنائي لذا يجب أن تخصص الوقت الكافي لتعليم نفسك.

Unsplash

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -